محمد بن راشد يرتقي بكأس دبي إلى آفاق عالمية
الأفكار النيرة والرؤية الثاقبة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ارتقت بكأس دبي العالمي للخيول إلى آفاق عالمية.
ولم يسهم السباق في تطور المنافسة فحسب بل إلى زيادة الإقبال إلى دبي كوجهة سياحية ومركز اقتصادي عالمي. ولو نظرنا إلى حجم الحضور الجماهيري مقارنة مع الانطلاقة الأولى لوجدنا هناك فارقا كبيرا، حيث وصل عدد الحضور إلى 55 ألف شخص ضاقت بهم سعة مضمار ند الشبا. ولهذا تنبه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إلى ذلك بنظرته الثاقبة فكان قرار إنشاء مشروع »ميدان« الذي سيكون بإمكانه استيعاب من 60 إلى 65 ألف مفترج عند استضافته لسباق كأس دبي العالمي 2010 والذي سيشهد زيادة الجوائز المالية للشوط الرئيسي إلى 10 ملايين دولار، مما يجعله أغنى سباق في العالم.
وإن زيادة الجوائز المالية إلى هذا المستوى سيجعل السباق قبلة لأنظار ملاك الخيول في العالم وخاصة أميركا، ما يضمن دائماً مشاركة النخبة، والأفضل ويشعل المنافسة، هذا الرأي ما ذكرته صحيفة »جارديان« البريطانية أول من أمس في صفحاتها الرياضية، مؤكدة بأن رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ستجعل من دبي مركز سباقات الخيل في العالم. وذكر الكاتب جريج رود أن نظرة سموه دائماً ليست وقتية بل بعيدة النظر، فتفكيره ينصب دائماً للخمس أو العشر سنوات المقبلة. ولا أحد يعرف ما يدور في مخيلته وتفكيره.
وقال الكاتب إن مشروع »ميدان« العملاق سيكون عند اكتماله الأفضل ولا مثيل له في العالم. وهذا إنجاز فريد يعود الفضل فيه إلى سموه، ولكن لا أحد يعرف ماذا يفكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عند اكتمال المشروع الذي سيجعل من دبي مركز السباقات العالمية. ومن أجل تحقيق هذا الهدف فإن سموه سيعمل على استقطاب وجذب نخبة الخيول من مختلف أنحاء العالم وخاصة الولايات المتحدة الأميركية.
وتذكر الصحيفة أن مشاركة »كيرلين« في السباق العالمي رقم »13« تصب في هذا الاتجاه باعتباره أفضل خيل في أميركا وحائزا على جائزة الأوسكار لعام 2007. هذا إلى جانب فوزه ببطولة سباق »بريدرزكب كلاسيك«، وهذا ما يعني بأنه يمثل النخبة تماماً. وهو ثاني أفضل خيل يأتي من أميركا منذ أن نال الأسطورة »سيجار« اللقب عام 1996.
وذكرت الصحيفة أن موعد انطلاقة كأس دبي العالمي يكون دائماً قبل بداية انطلاقة موسم السباقات العالمية. وأضافت قائلة إن فكرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تكون بداية موسم سباقات الخيل في دبي في فصل الخريف أواخر أكتوبر، أي بعد ثلاثة أسابيع من انتهاء سباق الأرك الفرنسي وفي الوقت الذي تكون فيها لأنظار متجهة نحو سباقات بريدرزكب في أميركا.
فوز البطل يستأثر بالاهتمام
واستأثر فوز البطل »كيرلين« باهتمام الإعلام العالمي ووكالات الأنباء العالمية، حيث ذكرت صحيفة »ريسينج بوست« المتخصصة في سباقات الخيل بأن »كيرلين« تربع على عرش العالم بعد أن سيطر على السباق العالمي ودخل قائمة شرف الأبطال بعد المستوى الباهر الذي ظهر عليه خلال السباق، متفوقاً على نخبة خيول العالم.
وذكرت الصحيفة أن »كيرلين« هو بطل العالم للوزن الثقيل، وقد قدم ما هو متوقع منه وظفر باللقب بطريقة تجعله يستحق كل دولار ناله. وأضافت قائلة إنه منذ انطلاقة المهر من الحارة »12« بقيادة الفارس »البرادو« اتجه بقوة نحو خط النهاية متخطياً منافسيه »ويل آرمد« و»آسياتيك بوي« ليدخل تاريخ كأس دبي العالمي من أوسع أبوابه.
أقوال الفرسان
ديتوري: »جليل« لا يزال صغيراً... انتظروا العام المقبل
تباينت آراء الفرسان المشاركين في الشوط الرئيسي لكأس دبي العالمي، حيث أشاد البعض بأداء خيولهم فيما أصيب الآخرون بخيبة الأمل. الفارس ديتوري أكد بأن المهر »جليل« لا يزال صغيراً في السن، والفرصة متاحة أمامه لتقديم أفضل ما عنده في العام المقبل، حيث إن مشاركته جاءت مبكرة.
وأشاد الفارس جون مرتاج بأداء المهر »آسياتيك بوي« مؤكداً بأنه قاتل بقوة لانتزاع المركز الثاني، وقال مرتاج إن البطل خارق وفوزه باللقب بفارق كبير يؤكد صدق ذلك. وأكد الفارس آرون جريدر بأن المهر »ويل آرمد« ركض بشكل رائع، وتقدم منذ بداية انطلاقة السباق بسرعة بدون أن يبدو عليه أي إجهاد، ولكن عند المنحنى شاهدت تقدم »كيرلين« نحو الصدارة فقاتلنا قتالاً مريراً من أجل الاحتفاظ بالصدارة، ولكن دانت السيطرة لأفضل خيل بالسباق ولم تجدِ محاولاتنا لانتزاع المركز الثاني.
أما الفارس رامون دومينجويز فقال: لقد ظللنا متتبعين للبطل »كيرلين« في كل خطواته، وكنا قريبين من المنافسة، ولكن سرعة الانطلاقة في المرحلة الأخيرة جعلتنا نتقهقر إلى المركز الرابع. وأعرب الفارس روبي البرادو عن سعادته وفخره واعتزازه بأن يتشرف بقيادة »كيرلين« للفوز في السباق العالمي، مؤكداً بأن البطل غير عادي ويستحق الفوز.. ويا له من خيل.
وأضاف قائلاً: لقد قادني »كيرلين« للشهرة وكنت أتطلع للآخرين وللجهد الذي يبذلونه خلال السباق ما عدا »كيرلين« الذي قادني للفوز بسهولة ولم يكن مجهوداً وكان بالإمكان إشراكه في سباق آخر. ويقول البرادو: بالطبع الفوز كان سهلاً في ظل قيادة خيل مثل »كيرلين«.
وقال كيفن شي عن المهر »لاكي فايند« الذي حل بالمركز السادس بأنه لم يتمكن من مقاومة الأقوياء في آخر 400 متر وكنت متوقعاً احتلال المركز الرابع ولكن آخر 100 متر كانت حاسمة، حيث أخفقت محاولاتنا للتقدم وإحراز مركز متقدم. وأعرب الفارس جاريت جوميز عن سعادته بالطريقة التي ركض بها »جريت هنتر« خلال السباق.
وفي آخر 600 متر بلغت الإثارة قمتها وتوقعت عندها بأن الفرصة متاحة لنا لتحقيق نتيجة مشرفة، ولكن تغيرت الأمور في المرحلة الأخيرة وأنا راضٍ عن أداء المهر. وامتدح الفارس الفرنسي كريستوف ليمير أداء المهر البرازيلي »جلوريا دي كامبيو« مؤكداً بأنه قدم أفضل عروضه. وقال إنه ظل منطلقاً بجوار »جليل« الذي تفوق عليه من قبل ولكنه لم يظهر بمستواه المعهود في السباق.
أما الفارس سبستيان مدريد فلم يكن راضياً عن »بريميوم تاب« الذي لم يقدم العرض الذي ظهر عليه العام الماضي عندما حل وصيفاً. وقال الفارس الفرنسي أوليفيه بيلييه إن مستوى »سويد« لا يؤهله لمنافسة أقوياء العالم.
وكذلك الحال لم يمتدح ستيفان باسكوير المهر »كوكب« قائلاً بأنه ليس في مستوى المشاركين، ولذا لم يقدم عرضاً طيباً. وأبدى الفارس الياباني يوتاكا تاكي إندهاشه واستغرابه للمركز المتأخر والأخير للمهر »فيرميليون« والذي كان متوقعاً أن ينافس على الصدارة. وقال إنه لا يدري ماذا حدث للمهر، وأبدى أسفه لاحتلاله المركز الثاني عشر والذي لم يكن متوقعاً.
أوين شاربي: »روزبيرج« أقترب من تحقيق الحلم ولكن!
صرح المدرب الفرنسي أروين شاربي بأن المهر »روز بيرج« اقترب كثيراً من تحقيق حلم الفوز بسباق »جودلفين للميل«، ولكن ضاعت الآمال في اللحظات الحاسمة من السباق.
وأشاد شاربي بأداء »روز بيرج«، مؤكداً بأنه يتوقع له مستقبلاً باهراً، حيث تنتظره مشاركات مهمة. وأضاف قائلاً لـ»البيان الرياضي« بأن وجهة »روز بيرج« المقبلة ستكون المشاركة في السباقات بأميركا على أن يعود إلى دبي العام المقبل للمشاركة في الكرنفال. وأعرب شاربي عن رضائه لأداء المهر خلال السباق والمركز الذي حققه مع العمالقة وأقوياء العالم في الميل.
7 مقابل 6 والصراع لا يزال مشتعلاً
بعد الفوز الباهر الذي حققه البطل »كيرلين« بلقب كأس دبي العالمي 2008، لا تزال الريادة لخيول الإمارات، حيث أصبحت المحصلة حالياً بعد السباق الثالث عشر، فوز خيول الإمارات 7 مرات مقابل 6 مرات للخيول الأميركية.
وجاء فوز خيول الإمارات عن طريق »سينجسبيل« 1997، »المتوكل«1999, »دبي ملينيوم «2000,» ستريت كراي« 2002، »مون بلد« 2003، »اليكتروكوشنست« 2006، ثم »إنفاسور« 2007.
وأما الخيول الأميركية فقد نالت اللقب بواسطة »سيجار« 1996، »سيلفرشارم« 1998، »كابتن ستيف« 2001، »بليزنتلي بيرفكت« 2004، و»روز إن ماي« 2005، ثم »كيرلين« 2008.